هذه المقالة خاصة بتعليقي على فيسبوك فيما يتعلق بأسباب الطلاق
السؤال:
حبيباتي الأعضاء أخوتي و أخواتي. رغم ندرة رغبتي بترك تعليق لما يتبعه من إشعارات و لكن استثناءً سأترك للأخوة أثر و بصمة لي لأهمية الموضوع.
و أقول في الأمر:
لم يكن الزواج منذ بدء الكون حتى اليوم محض تعاقد بين الطرفين. بل إلفة و محبة و مودة.
هو مسؤولية لا بد من أن يحملها كلا الطرفين وإلا ستستقط.
وأستفتح بـ:
“هنّ لباس لكم و أنتم لباس لهنّ”
جعل الله من الزوجان لباس يستر كل منهما الآخر
يكتمل إحداهما بالآخر و يستظل بظله. فلا يتّزن بيت و يتزيّن بغير امرأة، و لا ترتفع قواعد بيت إلا برجل وضع على عاتقه تلك المسؤولية.
ومن أهم أسباب ذلك البلاء هو سوق الانتقاء:
إذ ينتقي أو تنتقي من لا يتفق مع شخصيته/ا ولا يتوافق مع توقعاته/ا و لكن لعوامل أخرى قد تزول يلقي أحد الشريكين بالاختيار على الاخر ثم مع مرور الوقت تبدأ ملامح الفشل بالظهور. و خير الرجال التقي و خير النساء الودود الولود.
و كم ممن بحث عن مواصفاة دنيوية محددة نال منها الأذى و الفشل
و كم ممن رضي بما يرضي الله و أركن الأمر إلى الله فنال بعد ذلك ما رجاه.
يعني بستغرب بيلي بيسأل الناس انو شريكه عمل هيك و سوا هيك برأيكن أتركه أو ضل!!!
العلاقة يجب أن تكون أكثر نقاءً و أشد قدسية من أن تصل إلى استشارة الناس عن البقاء أو المغادرة فليس الشريك بسلعة نبتاعها أو نقارنها بماركة أخرى بل هو باكيج كامل بيجي لعنا و بدنا نرضى بإيجابيته وسلبياته أو ما نفكر فيه من الأصل.
ومن الأسباب التي لا بد من ذكرها هو ترك المقارنة:
و قال تعالى:
“لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ”
من قوله نستنبط أحكاماً و حكم أذكر منها:
١-ضرورة عدم المقارنة لما تترك في قلب الزوج/ة أثر يجعله مثلاً يستشعر الحاجة لما آتى الله غيره من شريك، تصب آثار الشعور بذلك نقصا على علاقته مع شريكه فلا يرى فيه إلا السلبيات تارةً او النواقص التي لاحظ توفرها لدى غيرها متجاهلاً باق الإيجابيات التي يمتاز بها شريكه و التي قد لا يملكها شريك غيره، و لذلك قالوا في الزوج /ة
إذا ساءك فيه شيء سرّك فيه أشياء أخرى تغطي على ما انتقصه.
٢- “ولا تمدّن عينك” نرى في ذلك النهي خطر الحسد فلا ينبغي للمرء أن يحسد زوجان على وفاقهما كما لا ينبغي للزوجان أن يستعرضا وفاقهما على سوشالميديا مثلا.
وقالوا الطمع ضر ما نفع. و قالوا عيوبه لا يراها وعيوب الناس يركض وراها. وقالوا: رحم الله امرئ عرف حده فوقف عنده. ويلي متلنا تعوا لعنا. مو هيك ؟
إن من اهم قواعد القيادة ترك مسافة أمان بين المركبتين و كذلك في العلاقة بين الزوجين فإنه ينبغي لهما ترك مسافة احترام مصدرها الأخلاق و التقوى تكفيهما عناء الخلافات و الصدامات التي من شأنها أن تجر إلى طلاق.
و لا بد من تأكيد دور غنى الجانب الديني و الأخلاقي الذي بتوفره لدى الزوجان تنشأ رابطة من روابط الود و التقدير
إدفع باللتي هي أحسن و اصبر على الشريك ولا تنظر له على أنه شخص آخر بل هو نصفك الذي تكتمل به ويكتمل بك.
لكل من الزوجين حقوق و على كل منهما واجبات لا ينبغي إهمالها أو التفريط بها.
و إن من أهم المسامير التي تثبت العلاقة بين الزوجين هو الصدق . في كل قول و عمل. و مكارم الأخلاق التي تجعل كل من الشريكين يكبر في نظر الآخر و يعز على كل منهما أن يفكر بمغادرته.
و لا ننكر عظم دور الزوج في حماية العلاقة و ابعاد ذويه عن أسباب الشقاق و الفراق فكلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته. بتحصنه بأسباب النجاة و الحفظ من أقوال كالأذكار, و أعمال كالصدقة و التقوى في كل عمل “و من يتق الله يجعل له مخرجا”.
و انشاء بيت قائم على التقوى و الأخلاق مليء بالروحانية و المحبة و الهدوء و السلام و التسامح يضمن أن يصمد ذلك البيت في وجه كل العواصف و الزلازل. والعكس صحيح.
أما الطلاق في أوربا فيحمل أسباب أترفع عن ذكرها لما لها من صدى و إثارة للجدل.
مهما جرتك الحياة في تفاصيلها لا تفارق مبادئك و الشيم و الأخلاق التي تعلمتها و توكل على الله.
و لعل في تجربتي لطلاق ما جعلني أتعلم و أعلم من خلفي وأضع تصوراً لكيكونة الأسرة التي أبتغي و ماهية الشريك الذي أحتاج.
ولا ننسى أن كل شيء بقدر وما أخطأك لم يكن ليصيبك و ما أصابك لم يكن ليخطئك.
لتحميل كتاب رفقاً بالقوارير و نصائح للزواج: