ذكرى وفاة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك

ذكرى وفاة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك


حكم 10 سنوات، في عهده فتحت الأندلس والسند وما وراء النهر ووصلت الدولة الأموية لقمة قوتها.

حيث في مثل هذا اليوم

كانت وفاة الخليفة الأموي السادس الوليد بن عبد الملك بن مروان

وذلك في 13 جمادى الثانية 96 هجري

والموافق في تاريخ 715/02/23م

وهذه 9 نقاط تلخص سيرة هذا الخليفة العظيم:

1) ولد في المدينة المنورة في عام 46 هجري الموافق 668م، وهو ابن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وأما أمه فهي ولادة بنت العباس الغطفاني، إنتقل مع أبيه وجده من المدينة المنورة إلى دمشق عندما كان عمره 15 عاما، وتغيرت حياته عندما تولى جده مروان بن الحكم حكم الدولة الأموية عام 64 هجري الموافق 684م.

2) تولى أباه عبد الملك بن مروان الخلافة عام 65 هجري الموافق 685م، وفي عام 704م توفي عمه عبد العزيز بن مروان الذي كان وليا للعهد، فقام عبد الملك بن مروان بتعيينه وليا لعهده، ونجح عبد الملك بن مروان في إعادة القوة للدولة الأموية حيث نجح في توحيد بلاد الأمة والقضاء على الدول المنفصلة، وخلال حكم عبد الملك كان الوليد يتولى مسؤولية الإشراف على المشاريع العمرانية التي ينفذها عبد الملك بن مروان في مختلف البلاد.

3) تولى الخلافة في عام 86 هجري الموافق 705م بعد وفاة أباه الخليفة عبد الملك بن مروان، وقد ورث دولة قوية وقادة عظام، واستمر في الإعتماد على القائد القوي الحجاج بن يوسف الثقفي، ومنح الحجاج صلاحيات إضافية في التحكم بولايات شرق الدولة، ويعتبر الوليد بن عبد الملك إستمرارا لسياسات ومشاريع عبد الملك بن مروان.

4) أرسل إلى والي خرسان قتيبة بن مسلم يأمره باستكمال الفتوحات في بلاد ما وراء النهر فنجح قتيبة بن مسلم في فتح مناطق واسعة من ضمنها مدن خوارزم وبخارى وسمرقند وما إن اتى عام 95 هجري الموافق 714 م حتى نجح قتيبة في الوصول وفتح مدينة كاشغر في شرق آسيا.

5) في عام 90 هجري الموافق 709 م بدأ القائد محمد بن القاسم الثقفي حركة الفتوحات في بلاد السند، فزحف نحو مدينة فنزبور، فوجدا أهلها قد جمعوا له، فحاربهم شُهُورًا حتَّى فتح بلدهم، ثم تابع الزحف حتى وصل مدينة أرمائيل، فحارب حاميتها العسكريَّة أياما حتى فتحها، وفي عام 93 هجري الموافق 712 م زحف إلى مدينة الديبل -كراتشي حاليا-، وحاصر المدينة وأصبح يرميها بالصخور والنيران، حتى خرج من المدينة جيشا بقيادة حاكمها الراجة داهر وانتصر في المعركة فهرب جيش السند وعاد إلى المدينة، ثم استكمل الهجوم فسقطت المدينة، ثم فتح مدينة النيرون ثم فتح سربيدس وسهبان وسدوستان وسيويس، ثم وقعت معركة الراور الحاسمة والتي كانت في 93هـ الموافق 712م، وقتل ملك السند الراجة داهر، وفتحت قلعة الراور، وتساقطت مدن بلاد السند ففتح بهرور ودهليلة ثم فتح بُرهمناباد في 713م ثم استمر بالتقدم حتى فتح مدينة مُلتان، وفتح البيلمان وسرشت صلحا. ثم زحف إلى مدينة الكيرج في مملكة چالوكيا، فخرج إليه حاكم المدينة القائد دوهر فانتصر عليه محمد بن القاسم الثقفي وقتله.

6) في عام 92 هجري الموافق 711م بدأت حركة الفتوحات في الأندلس حيث أمر والي المغرب موسى بن نصير نائبه على طنجة طارق بن زياد بالعبور إلى الأندلس، وبعد العبور وصل الخبر لملك القوط لوذريق فقام بحشد قواته فوقعت معركة وادي لكة وانتهت المعركة بانتصار الجيش الأموي وتم القضاء على الجيش القوطي. بعد ذلك توغَّل طارق بن زياد في البلاد ففتح قرطبة وطليطلة في عام 93 هجري الموافق 712م، وبعد هذه الإنتصارات السريعة أدرك موسى بن نصير خطر انتشار القوات دون تغطية وخاصة بعد تمرد عدة مدن بعد فتحها، فقرر العبور بنفسه إلى الأندلس، فأعاد فتح شذونة ثم رعوان ثم قرمونة، وأقام خط عسكر يربط الجزيرة الخضراء بِكُلٍ من شذونة وقرمونة وإستجَّة وقُرطُبة، ثم قام بفتح إشبيلية ثم ماردة، وما إن أتى عام 714م حتى نجح موسى بن نصير وطارق بن زياد في فتح شمال الأندلس، ثم قام موسى بن نصير بتعيين ابنه عبد العزيز حاكما على الأندلس ليتفرغ لفتح المناطق الباقية.

7) اهتم بشؤون الرعية فقام بتأمين الطرق وبناء الآبار بجوارها، وقام ببناء أول مستشفى متخصص للمجذومين والعميان، وتعهد الأيتام وكفلهم ورتب المؤدبين، وأقام بيوتا ومنازل لإقامة الغرباء، كما استكمل ما بدأ به الخليفة عبد الملك بن مروان من مشاريع بناء وإصلاح في المسجد الأموي في دمشق والمسجد الأقصى في القدس والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وزاد في مساحة المسجد الحرام من الجهة الشرقية.

8) كان يكنى بأبو العباس، وقد تزوج من ابنة عمه أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان الأموي ومن شاهفريد بنت كسرى الساساني ومن أم عبد الله حفيدة عثمان بن عفان ومن إم عبد الله الفزارية، وكان له من الأولاد (يزيد/إبراهيم/ العباس/ بشر/مسرور/عبد العزيز/الأبرش/أبو عبيدة/خالد/تمام/حبيب/مسروق/المبارك/عثمان/روح/عمر/مبشر/مروان)، وتولى الخلافة لاحقا من أبنائه يزيد وإبراهيم، وأما ابنائه العباس وبشر فقد تم إعدامهم بأمر من الخليفة الأموي مروان بن محمد، وأما أبنائه عبد العزيز وتمام وأبو عبيدة فقد قتلوا على يد العباسيين، وفي زمن الدولة العباسية إشتهر من نسله أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك والذي كان من أكبر رواة الأحاديث النبوية الشريفة.

9) حاول عزل أخيه سليمان عن ولاية العهد وتعيين ابنه عبد العزيز بن الوليد مكانه ولكنه لم ينجح في هذا الأمر، حيث توفي الوليد في غوطة دمشق بتاريخ 13 جمادى الثانية 96 هجري الموافق في 715/02/23م، وصلى عليه عمر بن عبد العزيز، ودفن في مقبرة باب الصغير في دمشق، وتولى الخلافة من بعده الخليفة سليمان بن عبد الملك والذي لم يحسن إستغلال ما وفره له أخوه الوليد من عوامل قوة، حيث بدأ سليمان بن عبد الملك عهده بإضطهاد وقتل القادة الفاتحين ومنهم موسى بن نصير وطارق بن زياد وعبد العزيز بن موسى بن نصير وقتيبة بن مسلم ومحمد بن القاسم الثقفي.

****** المصادر:

1) فتوح البلدان، البلاذري
2) وفيات الأعيان، أحمد بن محمد بن خلكان
3) الكامل في التاريخ، ابن الأثير الجزري
4) جمهرة أنساب العرب، ابن حزم الاندلسي
5) تاريخ الخلفاء، السيوطي
6) الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، أبي العباس الناصري


كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري

1 1 vote
Article Rating
Subscribe
Notify of
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Scroll to Top