إن أحداث الساعة الكبرى والفتن التي تسبقها هي من الأمور التي حذر منها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث تتوالى العلامات ويتزايد الفساد والظلم حتى يصل إلى ذروته. ومن بين هذه العلامات الكبرى هي تفشي الفتن والقتل بين الناس، حيث يصل الأمر إلى أن يقتل الرجل جاره وأخاه وأباه. في هذه المقالة، سنستعرض بعض الأحاديث النبوية التي توضح هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها في ظل الإسلام.
نصوص الأحاديث الشريفة:
- الحديث الأول:الراوي: أبو موسى الأشعري
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الأدب المفرد
الصفحة أو الرقم: 87
خلاصة حكم المحدث: حسن
نص الحديث: “لا تقومُ الساعةُ حتى يَقتلَ الرجلُ جارَه وأخاه وأباه.” - الحديث الثاني:الراوي: أبو موسى الأشعري
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3213
خلاصة حكم المحدث: صحيح
نص الحديث: “إن بين يدَيِ الساعةِ لهرَجًا, قال: قلت: يا رسولَ اللهِ ما الهرَجُ؟ قال: القتلُ، فقال بعضُ المسلمينَ: يا رسولَ اللهِ إنا نقتُلُ الآن في العامِ الواحدِ من المشركينَ كذا وكذا، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ليس بقتلِ المشركين ولكن يقتُلُ بعضُكم بعضًا حتى يقتُلَ الرجلُ جارَهُ وابنَ عمهِ وذا قرابتِهِ، فقال بعضُ القومِ: يا رسولَ اللهِ ومعَنا عُقولُنا ذلك اليومِ؟ فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: لا، تُنزَعُ عُقولُ أكثرِ ذلك الزمانِ ويَخلُفُ له هباءٌ من الناسِ لا عُقولَ لهم. ثم قال الأشعريُّ: وايمُ اللهِ إني لأظنُها مُدرِكَتي وإيَّاكم، وايمُ اللهِ ما لي ولكم منها مخرجٌ إن أدركَتنا فيما عهِد إلينا نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- إلا أن نخرجَ كما دخلنا فيها.” - الحديث الثالث:الراوي: أبو موسى الأشعري
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2047
خلاصة حكم المحدث: صحيح
نص الحديث: “إنَّ بين يَدَيْ السَّاعَةِ الهَرْجَ: القَتْلُ، ما هو قتلُ الكفارِ، ولكنْ قتلَ الأمةِ بعضُها بعضًا، حتى أنَّ الرجلَ يلقاهُ أخوهُ فيقتلُهُ، ينتزعُ عقولَ أهلِ ذلكَ الزمانِ ويخلفُ لها هَباءٌ مِنَ الناسِ، يحسبُ أكثرُهُمْ أنَّهُمْ على شيءٍ ولَيْسُوا على شيءٍ.”
تفسير الأحاديث وتوضيحها:
توضح الأحاديث الشريفة السابقة مجموعة من النقاط المهمة حول علامات الساعة وما يتخللها من فتن وقتل بين الناس. ومن أهم النقاط التي يجب التركيز عليها:
- انتشار الفتن والقتل: يتضح من الأحاديث أن القتل سيصبح شائعاً بين الناس إلى درجة أن يقتل الرجل جاره وأخاه وأباه، مما يدل على تفشي الظلم وانعدام الأمن.
- انتزاع العقول: تشير الأحاديث إلى أن عقول الناس في ذلك الزمان ستنتزع، وسيخلفها هباء من الناس الذين لا عقل لهم. بمعنى أن الفتن ستؤدي إلى انتشار الجهل وعدم التمييز بين الحق والباطل.
- التعامل مع الفتن: من خلال قول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، يتبين لنا أن النجاة من هذه الفتن تتطلب العودة إلى الدين الحق والتمسك بالقرآن والسنة، وأن نبتعد عن الفتن ونخرج منها كما دخلنا فيها.
التركيز على انتزاع العقول:
“ينتزع عقول أهل ذلك الزمان” – هذا يعني أن الناس في ذلك الزمان سيفقدون القدرة على التفكير السليم والتفريق بين الحق والباطل. سيكون هناك انتشار واسع للأخطاء والضلالات، وسيقلد الناس بعضهم البعض في ارتكاب الخطأ بدلاً من التمسك بالصواب.
الناس سيصبحون مغيبين عقلياً، لا يرون الحق ولا يتبعونه، ويعتبرون الشخص الصالح والعاقل مجنوناً، ويضحكون عليه ويحاربونه. هذا الأمر يعكس الواقع الذي نعيشه اليوم، حيث نرى انتشار الفساد والظلم وانقلاب الموازين.
الخاتمة:
إن الأحاديث النبوية الشريفة تحمل في طياتها تحذيرات عظيمة لنا كمسلمين لنتجنب الوقوع في الفتن والقتل والتفرق. علينا التمسك بديننا والعودة إلى الله والتعقل في أمورنا لنكون من الناجين في الدنيا والآخرة. نسأل الله السلامة والثبات على الحق.