مقالة تثبت كروية الأرض وعدم تسطحها بشكل عام

الأدلة على كروية الأرض

  1. الأدلة التاريخية:
    • الإغريق القدماء: اعتقد الفلاسفة الإغريق منذ القرن السادس قبل الميلاد بكروية الأرض. من أشهرهم فيثاغورس وأرسطو، الذين استندوا إلى ملاحظات طبيعية مثل كيفية اختفاء السفن تدريجياً وراء الأفق والظل المستدير للأرض على القمر خلال الكسوف.
    • إراتوستينس: في القرن الثالث قبل الميلاد، قام الفلكي اليوناني إراتوستينس بقياس محيط الأرض بدقة مذهلة باستخدام الفرق في زاوية الظل في مدينتين مصريتين.
  2. الأدلة الفلكية:
    • حركات الكواكب: تتحرك الكواكب والنجوم بطرق تتفق مع نموذج الأرض الكروية. الظواهر الفلكية مثل حركة الكواكب العكسية وتغير مواقع الأبراج السماوية تدعم كروية الأرض.
    • الكسوف القمري: خلال الكسوف القمري، يظهر ظل الأرض على القمر دائماً مستديراً، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت الأرض كروية.
  3. الأدلة الحديثة:
    • صور الأقمار الصناعية: منذ بداية عصر الفضاء، أظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية كوكب الأرض بشكل كروي بدون أي شك.
    • الرحلات الجوية والملاحة: تقوم الطائرات والسفن برحلات حول العالم دون مواجهة حافة، وهذا يتماشى مع نموذج الأرض الكروية.
    • الجاذبية: تسحب قوة الجاذبية الأجسام نحو مركز الأرض، مما يجعلها تأخذ شكلاً كروياً تقريباً. توزيع الجاذبية وتأثيراتها على سطح الأرض يؤكدان على كرويتها.

كروية الأرض عند علماء المسلمين قديماً

تحدث العديد من علماء الإسلام عن كروية الأرض، وأكدوا على ذلك بالأدلة الشرعية والعقلية.

  1. شيخ الإسلام ابن تيمية:
    • مجموع الفتاوى: ذكر ابن تيمية في كتابه “مجموع الفتاوى” أن علماء الأمة مجمعون على أن الأفلاك مستديرة. واستدل بالآيات القرآنية مثل قوله تعالى: “كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” (الأنبياء: 33)، والتي تذكر حركة الشمس والقمر في مدارات دائرية.
    • التكوير: أشار ابن تيمية إلى أن لفظ “يكور” في القرآن الكريم يعني التدوير، ومنه جاءت كلمة “كرة”، وهي الجسم المستدير.
  2. الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي:
    • أكد ابن المنادي على إجماع العلماء على كروية الأرض قائلاً: “لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة… وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة”.
  3. ابن القيم:
    • ذكر ابن القيم في كتابه “مفتاح دار السعادة” أن من الأمور الضرورية التي يعلمها العقلاء أن الأفلاك والأرض كروية الشكل، وأن محاولات إنكار ذلك تعتمد على جدليات لا أساس لها.
  4. ابن حزم:
    • أوضح ابن حزم في كتابه “الفصل” أن جميع أئمة المسلمين المعترف بهم في العلوم الشرعية لم ينكروا كروية الأرض، بل جاءت البراهين من القرآن والسنة لتأكيد هذا.

الخلاصة

تتفق الأدلة التاريخية والفلكية والحديثة على كروية الأرض، وهو ما دعمه أيضاً علماء المسلمين القدماء بأدلة عقلية وشرعية واضحة. إن هذا التوافق بين العلم والدين يعزز الفهم المتكامل للعالم والطبيعة، ويؤكد على أهمية المعرفة والبحث في كشف حقائق الكون.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Scroll to Top